صورة دالة لمحتوى البيان

كلمة الحزب في ذكرى الاستقلال

في الرابع والعشرين من ديسمبر من كل عام، نستحضر ذكرى استقلال ليبيا عام 1951، ذلك اليوم الذي توج فيه جهاد وكفاح الآباء والأجداد بإعلان قيام دولة ذات سيادة، حرة ومستقلة، تمارس سلطاتها وفق دستور أرسى قيم الحرية والعدالة. لقد كان الاستقلال ثمرة لتضحيات جسيمة وصمود بطولي ضد الاستعمار، ورسالة أمل للأجيال بأن الوحدة والإرادة هما أساس بناء الأوطان.

وفي الذكرى الثالثة والسبعين، ونحن نستذكر هذا الحدث الوطني العظيم، نجد أنفسنا أمام تحديات كبيرة تفرض علينا مسؤولية مضاعفة للحفاظ على مكتسبات الاستقلال، والعمل على استكمال بناء الدولة التي ننشدها جميعًا. فالوطن اليوم يمر بمرحلة صعبة وحساسة جداً تتطلب من الجميع تغليب المصلحة الوطنية على المصالح الضيقة، والسعي نحو تحقيق التوافق الذي يضمن أمن ليبيا واستقرارها.

إننا في حزب السلام والازدهار، وفي هذه المناسبة الوطنية، ندعو جميع الأطراف السياسية إلى تحمل مسؤولياتها الوطنية، والالتفاف حول مشروع وطني شامل يعيد بناء الدولة على أسس الديمقراطية والعدالة والمواطنة المتساوية. إن بناء ليبيا الحديثة يتطلب نبذ الخلافات، والعمل الجاد لتوفير بيئة آمنة ومستقرة تتيح للشعب الليبي العيش بكرامة وازدهار.

كما نجدد التأكيد على أن مستقبل ليبيا لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة، وإنهاء كافة أشكال التدخلات الخارجية، وإرساء نظام سياسي يحترم إرادة الشعب ويضمن المواطنة المتساوية والفرص السياسية والاقتصادية المتساوية والإدارة العادلة لعوائد الموارد الطبيعية.

في هذه الذكرى الخالدة، نؤكد أن الاستقلال الحقيقي لا يقتصر على تحرير الأرض، بل يمتد إلى بناء دولة قوية تستند إلى سيادة القانون والمؤسسات الحديثة. وعلينا جميعًا أن نستلهم من هذا اليوم دروس الوحدة والعمل المشترك لتحقيق طموحات الشعب الليبي في الاستقرار والتنمية.

عاشت ليبيا حرة مستقلة، وكل عام وشعبنا بخير

حفظ الله ليبيا، وجعلها واحة للأمن والسلام والازدهار

حزب السلام والازدهار