صورة دالة لمحتوى البيان

بيان حزب السلام والازدهار حول الوضع السياسي الحالي

يتابع حزب السلام والازدهار عن كتب التطورات السياسية المتسارعة بالوطن بعد إنتهاء المدة المحددة لخارطة الطريق المنصوص عليها في الإتفاق السياسي لملتقى الحوار الليبي بتونس وجنيف في 2021/2020، وإنتهاء المدد المنصوص عليها في التعديل الدستوري الثاني عشر الصادر بتاريخ 31 يناير .2022
كان الحزب قد رحب بالمبادرات والمقترحات الرامية لتفادي الإنسداد السياسي والتي كان آخرها اجتماعات القاهرة للخروج بتوافق بشأن الاطار الدستوري للانتخابات ، ويبدو أن تكرار التعثر في الطريق للوصول إلى إنتخابات نيابية ورئاسية مايزال مستمراً.
لقد نفذ صبر الليبيين انتظاراً للخروج من نفق الواقع المظلم إلى آفاق إجراء إنتخابات حرة وشفافة ونزيهة لإنهاء الأجسام القائمة التي يرجع إنتخابها إلى عامي 2012) و (2014) ومازالت تمارس صلاحيات واسعة في ظل وضع مؤسف من التشظي الداخلي والاصطفافات السياسية والايدولوجية الحادة أنتجت جولات من الصراع وحروب السنوات الماضية وزادتها عمقاً وتعقيداً التدخلات الخارجية المتضاده.
لقد أصبح جليا تأكل شرعية الأجسام التشريعية والتنفيذية الحالية التي فقدت ثقة الشعب نتيجة الآداء غير المنضبط وغير المسؤول والذي تجلى في عدم الإلتزام، وبشكل متكرر، بالإتفاقات التي يوقعون عليها، فضلا عن تفسير تلك الإتفاقات بشكل انتقائي لتحقيق أغراض لا تتجاوز بالنتيجة استمرار وجودهم بل استدامة ذلك الوجود لأطول فترة ممكنة بغض النظر عن ما ترتب ويترتب عن ذلك من معاناة حياتية يومية تواجه عموم الشعب الليبي في مختلف مناطق ليبيا وفي مختلف أوجه الحياة الاقتصادية والمعيشية.
إن ذلك الأداء الردئ والذي صاحبه وعود منمقة مستمرة طيلة سنوات المعاناة، التي تكاد تصل إلى عقد كامل أدى في النتيجة إلى الانهيار المؤسساتي بشكل عام والخدمي بشكل خاص بحيث وصل التردي في مستوى الحياة والمعيشة إلى مستويات غير مسبوقة .
وفي ظل إستمرار حالات الإنسداد السياسي المتكررة، وفي إطار الحرص على معالجة التداعيات الناتجة عن كل ما ذكر بروح وطنية مسؤولة وبحكمة وبعد نظر ، فإن حزب السلام والازدهار يسجل الآتي:
1- دعوة كافة الأطراف إلى ضبط النفس وتجنب استخدام القوة والعنف والإبتعاد عن الخطاب الإستفزازي ونبذ خطاب الكراهية والتحريض وإستخدام لغة العقل والحوار وتغليب مصلحة الوطن والمواطن.
2- يؤيد حزب السلام والازدهار دعوة المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لرئاستي مجلسي النواب والدولة للإلتقاء خلال عشرة أيام في مكان يتفق عليه لتجاوز النقاط العالقة وفق ما ورد في بيانها الصحفي الصادر بتاريخ 20 يونيو 2022 الخاص بإجتماعات أعضاء اللجنة المشتركة من مجلسي النواب والأعلى للدولة بتيسير من بعثة الأمم المتحدة، على أن يكون هذا الإجتماع نهائياً لإنجاز الإطار الدستوري للإنتخابات الليبية.
3- في حال فشل الإجتماع المشار إليه في الفقرة السابقة فإن حزب السلام والازدهار يرفض بحزم إستمرارية أجسام إنتهت مدتها القانونية لأكثر من مرة وعلى مدى سنوات، ويدعو كافة أبناء الشعب الليبي ونخبه وجميع الأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني والنقابات والمثقفين والإعلاميين وصناع الرأي إلى حراك شعبي منظم وسلمي وحضاري وفعال ومستمر لإسماع صوت الشعب والضغط على الأجسام والشخصيات السياسية لتحمل مسؤولياتها كاملة من خلال مواقف إيجابية واضحة وداعمة للوصول للمحطة التي تطلع إليها الشعب الليبي على مدى سبع سنوات كان يأمل خلالها ممارسة حقه الدستوري في الإنتخابات كأساس لتحقيق الإستقرار وتجديد شرعية المؤسسات وتحقيق التداول السلمي على السلطة.
4- يُذكر الحزب بموقفه الداعي إلى إجراء حوار سياسي شامل يعالج أسباب الصراع ويؤسس للدولة الديمقراطية الحديثة التي ينشدها الليبيون. يشارك في الحوار ممثلين عن كل أطياف الشعب الليبي بتوازن مناسب و دون إقصاء لأي طرف، وينتهي إلى إقرار وثائق رئيسية وهي الميثاق الوطني للعيش السلمي المشترك، ورؤية توافقية تعكس طموحات جميع الليبين في مستقبل آمن ومزدهر، وملامح لبرنامجها التنفيذي، ووثيقة لبناء الثقة بين أطراف الصراع تتضمن توازناً ما بين الضمانات والعقوبات، وأسسا للحكم المحلي بصلاحيات تشريعية وتنفيذية واسعة .
إن ذلك هو التمهيد السياسي والمجتمعي الضروري للوصول إلى إنتخابات نيابية ورئاسية ناجحة يقبل بنتائجها كل الليبيين، وتسهم في تحقيق الإستقرار وبناء الدولة التي ينشدها الليبيون في ظروف مناسبة تضمن مشاركة الجميع.
5- دعوة بعثة الأمم المتحدة للدعم بليبيا إلى مراجعة المقاربة ومنهجيات العمل و إستخلاص الدروس والعبر من الفشل المتكرر منذ حوار الصخيرات 2015 ومرورا بحوارات تونس وجنيف 2021/2020 ، وانتهاء بحوار القاهرة الأسبوع الماضي .. بما يضمن الوصول إلى عملية إنتخابية ناجحة ويضمن التأسيس لبناء الدولة الديمقراطية التنموية الحديثة.
ختاماً فإن حزب السلام والازدهار ينبه إلى خطورة التأزيم في الوضع الحالي ويطلب من كافة الأطراف إتخاذ مواقف ايجابية مسؤولة لإنهاء هذه الحالة التي عصفت بليبيا لسنوات طويلة وأكتوى بنارها وتداعياتها أبناء الشعب الليبي.
نسأل الله أن يحفظ البلاد والعباد ويهدي الجميع سبل الرشاد لما فيه مصلحة أجيال الحاضر والمستقبل.
عاشت ليبيا في سلام وتنمية
حزب السلام والازدهار
صدر في 21/06/2022