بيان حزب السلام والازدهار

خُيِّرتَ فَاِختَرتَ المَبيتَ عَلى الطَوى … لَم تَبنِ جاهاً أَو تَلُمَّ ثَراءَ

ذَهَبَ الزَعيمُ وَأَنتَ باقٍ خالِدٌ … فَاِنقُد رِجالَكَ وَاِختَرِ الزُعَماءَ

وَأَرِح شُيوخَكَ مِن تَكاليفِ الوَغى … وَاِحمِل عَلى فِتيانِكَ الأَعباءَ

يصادف يوم السادس عشر من سبتمبر ذكرى استشهاد رمز المقاومة الوطنية الشيخ الشهيد عمر المختار على يد المحتل الإيطالي بعد أسره في 11 من الشهر نفسه عام 1931، يحتفل الشعب الليبي في هذه الذكرى بيوم الشهيد تخليدًا لهذا البطل الذي عرف بالزهد والورع وسمو الأخلاق، وحب القرآن، والبطولة والإقدام، حتى لفت الأنظار إليه، وجعل منه محور اهتمام القاصي والداني، فصار أيقونة للنضال على مستوى العالم، وتحول يوم إعدامه إلى يوم وطني للشهيد، نستذكر فيه أرواح الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم دفاعا عن تراب الوطن. فالشهداء هم المنارة التي يهتدي بها أبناؤنا ليواصلوا مسيرة الحب والعطاء والولاء للوطن. إن إحياء يوم الشهيد يحمل في طياته كثيرا من المعاني والعبر، فعمر المختار يمثل منارة المقاومة النبيلة، الذي تصدى للطغاة دون مساومة لأكثر من عشرين عاما، خاض خلالها مع رفاقه المجاهدين معارك الشرف التي امتزجت فيها دماء الليبيين جميعا فداء للوطن، لذلك نقف إجلالا لهؤلاء الشهداء الذين ضحوا بحياتهم في سبيل عزة وكرامة الوطن، ومن أجل تعبيد الطريق للأجيال القادمة لتواصل المشوار الشاق والصعب في سبيل بناء وطن، وإقامة كيان يجمعنا تحت راية واحدة، وهوية وطنية جامعة. وإننا إذ نتذكر شهداء ليبيا وتضحياتهم وبطولاتهم في هذا اليوم المجيد المكلل بالعزة والفخار، فأننا ندعو جميع الليبيين الشرفاء إلى الوفاء لتلك التضحيات الجسيمة، بالتوافق للخروج من الأزمات والمحن الكبرى التي عصفت بالوطن، وأن نتوجه جميعاً لإنقاذ الوطن وبناء الدولة الحديثة التي ضحى من أجلها الشهداء الأبرار في ربوع الوطن عبر قرن من الزمان أو يزيد، وأن يظل بناء الدولة الليبية الحديثة التي تحقق طموحات الليبيين هو الهدف الأسمى الذي يجب أن نسعى جميعاً إلى تحقيقه.

المجد والخلود للشهداء… والعزة والرفعة للوطن.

صدر في: 15/09/2022