صورة دالة لمحتوى البيان

بيان الحزب بمناسبة مرور العام الأول على تأسيسه

تحية طيبة وبعد،،،
اليوم الموافق 1/11/2022 ميلادية تمر سنة على إشارة الانطلاق لحزب السلام والازدهار بصدور قرار الاذن له بممارسة نشاطه السياسي، وفقا لرؤيته ورسالته ومنطلقاته وأهدافه وبرنامجه العام ونظامه الأساسي. لقد تأسس الحزب كترجمة عملية لإرادة أعضائه ومنتسبيه وداعميه، وهم يحملون صدق النوايا لتلبية نداء انقاذ الوطن وبناء الدولة ولكتابة صفحة ناصعة ناجحة في تاريخ ليبيا السياسي. تسدل سنة من العمل الجاد أستارها، سعى الحزب خلالها إلى عبور المراحل الأولية التي تتسم بالتأسيس والبناء الداخلي وفي ذات الوقت وضع الأسس المتينة لتموضع الحزب في المشهد السياسي الليبي، وهي مراحل صعبة قولاً وعملاً، لقد استطاع الحزب تجاوز سنته الأولى بنجاح بفضل بوصلة تتجه صوب تجاوز خيبات وانتكاسات الوطن، برؤية سياسية واضحة ، وعمل دؤوب ، وبإرادة صلبة وادارة جادة، في خضم الظروف المتشابكة والصعبة، التي تفرض على جميع الليبيين الاصطفاف والالتفاف حول وحدة الشعار والموقف ( إنقاذ الوطن وبناء الدولة ).
منذ اليوم الأول في التفكير، ووصولاً إلى الانتهاء من مراحل التأسيس لحزب السلام الازدهار كانت كل السبل تأخذنا إلى محاولة الإجابة على الأسئلة التي تفرض نفسها على المستويات كافة، بأشكالها وأنماطها وأنواعها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتنظيمية بطبيعة الحال، إن إجابتنا لن تكون مجدية بالقفز فوق الحقائق أو الهروب منها، بل بمواجهتها بمهنية وعلم ودراية، فالطامح للعدالة والديمقراطية والسلام والازدهار يبحث في السبل نحو تحقيق النجاح، وعلى هـذا أعدت الرؤية التي تبناها الحزب وقدمت بما يستهدف ترسيخ مفهوم الدولة الديمقراطية التنموية الحديثة، دولة المواطنة المتساوية التي تضمن التكافؤ والعدالة في الفرص وتحمي حقوق الإنسان في حريته وصون كرامته.
خلال عامنا الأول تقدمنا بعديد المقترحات والبرامج للقائمين بالمؤسسات التشريعية والتنفيذية وللأحزاب والنخب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني، وكان على رأسها التمسك بضرورة الدعوة إلى حوار سياسي شامل يعالج أسباب الصراع، ويناقش نقاط الاختلاف، ويوحد المفاهيم لتكوين الدولة التي يتطلع لها كل الليبيين، وننتهي إلى ميثاق وطني للعيش السلمي المشترك، وإقرار وثيقة بناء الثقة بين أطراف النزاع وإرساء رؤية توافقية تعكس الطموحات المستقبلية.
كما عقدنا وبمشاركة الشركاء في الوطن بمختلف شرائحهم اللقاءات والاجتماعات حول مستقبل ليبيا ومساراتها الدستورية والاقتصادية والأمنية والسياسية فضلا عن مسار العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية، وحق الترشح، وشفافية الانتخابات بما يعبر عن رغبة الناخبين بالشكل السلمي، والخوض بتعمق ومنهجية علمية للوصول إلى تطبيق نظام الحكم المحلي، الذي قام بعض من كوادر الحزب أصحاب الاختصاص، بإعداد تصور متكامل بشأنه ولاقى القبول والاستحسان من عديد الأطراف السياسية والأطياف المجتمعية، ولا يزال العمل جاريا على إعداد مسودة تشريعية تنظم مشروع الحكم المحلي بصلاحيات تشريعية وتنفيذية واسعة وكاملة، بحيث تتاح الفرص أمام جميع الليبيين للمشاركة الفاعلة في مراحل التخطيط والتنفيذ والمتابعة والتقويم شاملا وضع السياسات والبرامج التنفيذية المطلوبة لكل مرحلة.
السادة الكرام لقد صدر عن الحزب العديد من البيانات بلغت (12) بياناً واكبت الأحداث الحاصلة خلال السنة الأولى من عمر الحزب، بيانات رسخت وقوفنا إلى جانب الوطن وهو يئن تحت الاشتباكات المسلحة، أو بسبب المناكفات التي أفضت إلى الانسداد السياسي.
وفي السياق ذاته صدر عن الحزب بمشاركة الأحزاب الأخرى ومؤسسات المجتمع المدني عديد التصريحات والبيانات التي تندد بما آل إليه الوضع، مؤكدين على التمسك بتنفيذ الحلول المقترحة، التي من شأنها معالجة الوضع السياسي الذي يعد السبب الرئيسي في الأزمات المتكررة، وأن يكون العنوان الرئيسي الحفاظ على وحدة ليبيا وسيادتها وسلامة شعبها وأرضها وصون مقدراتها.
وبالتعريج على المناشط المصاحبة للعمل السياسي، اتجه العمل نحو العلم، والفكر، وبالتالي التنوير إدراكاً بأهمية النقاط المضيئة التي قدمها السادة الأجلاء الأفذاذ من قامات البلاد المتخصصين المهنيين بمختلف مجال خبراتهم ، فكان للفضاء الفكري وصالوناته السياسية والثقافية والتثقيفية الفنية الدور الذي أنيط بها في بسط المساحات للمحاضرات وللحواريات، وإقامة الأمسيات، التي بلغت (37) جلسة تثقيفية وتوعوية حتى الآن، تناولت الموضوعات المهمة في حياة كل الليبيين، خاصة التي تتعلق بمتطلبات توفر العيش الكريم المستحق، فكان الحديث حول النفط – المياه – الاتصالات – الكهرباء – التاريخ – علم الاجتماع والسلوكيات – الفلسفة – وعن بعض الشخصيات الأدبية والفنية المؤثرة – الاقتصاد – المال – السياسة الخارجية….. ولازلنا مستمرين لقناعتنا بنتائجها الإيجابية، لقد شاركنا تقديمها مجموعة من المتخصصين المميزين في تفوقهم كلا في مجاله، إيماناً منهم بالمستهدف الذي نجمع عليه وهو انقاذ الوطن وبناء الدولة، وقد أشاروا إلى المشاكل الحياتية وما يعانيه المواطن، وتفضلوا بتقديم مقترحات وحلول موضوعية تساعد أصحاب القرار وتوضح لعموم المواطنين حتى تعم الفائدة و ليتسنى تحقيق المعرفة والدراية بما هو مطلوب للخروج من النفق المظلم الطويل إلى آفاق المستقبل الواعد.
لقد لمسنا من الحضور والمشاركين والمتتبعين عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، وعديد الشخصيات الأخرى الرضا والاستحسان، والمطالبة بالاستمرار في هذا النهج، الذي نفخر بأننا كنا أصحاب السبق والريادة في تقديمه كأسلوب ونهج للعمل السياسي الحزبي في ليبيا بعيدا عن الصورة النمطية السلبية المرسومة في اذهان الكثيرين عن العمل السياسي بشكل عام والحزبي بشكل خاص.
ختاما/
إن الواجب الديني والأخلاقي والوطني يحتم علينا بذل المزيد للإصلاح وإعادة بناء مؤسسات الدولة على ركائز متينة بما يضمن التنفيذ السليم وابعاد أي تهديد محتمل للمشروع الوطني مشروع السلام والازدهار، فاستراتيجيتنا ترتكز على معالجة الظواهر والمشاكل من مسبباتها وجذورها، لضمان المبتغى وهو بلوغ السلامـ وصون الحقوقـ وإرساء سيادة القانون، وتطوير الهوية الليبية الجامعة، ونبذ التطرف بكافة أشكاله، والتشجيع على الوسطية والاعتدال في الفكر والسلوك، والعمل الجاد للوصول إلى الازدهار المعيشي والاقتصادي.
إنه لمن دواعي السرور يقيناً الإشادة بجهود كل أعضاء الحزب دون استثناء على انتمائهم للسلام والازدهار حزباً وتنظيماً تحتضه ليبيا الوطن ، نجده اليوم ونراه في النتائج التي توضح وتجسد العمل المنظم والنشاط المنتظم المتعدد في أوجهه و مجالاته، إن يوميات العام الأول من عمر الحزب المبينة في المرفق تعطي انطباعا عن حجم الجهد الذي بذله أعضاء الحزب بتفاني وجدية وإخلاص ، وقد وفقنا الله في تركيز الجهد وتسخير المتاح من الإمكانيات المادية المحدودة لإنجازها و إبرازها فكانت بمستوى يليق بأحداثها وشخوصها وبموضوعاتها ، والحمد لله على ما أثمرت من حسن الإنطباع والإنتشار.
الشكر مستحق لجميع أعضاء الحزب مع التقدير لكل الجهود، وحسن التجاوب، ونكبر فيهم روح التعاون والنضال الجاد والمسؤول، الذي تجسد في التمسك بقيم ومبادئ وأهداف الحزب وبرامجه وتكريس روح العمل الجماعي التضامني بانسجام وتماسك.
يقول الحق سبحانه وتعالى {إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} صدق الله العظيم.
كل عام وأعضاء الحزب وكافة المتابعين والمهتمين بخير.. ونتطلع إلى ليبيا التي تنعم بالسلام والازدهار المستدام..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأمانة العامة

صدر في 01/11/2022