صورة دالة لمحتوى البيان

بيان بشأن استمرار حالة الفشل السياسي في ليبيا

   يتابع حزب السلام والازدهار بقلق عميق تطورات الوضع السياسي في ليبيا، ويعبر عن استيائه من استمرار الانسداد السياسي بسبب ممارسات القوى السياسية المستأثرة بالسلطة، ومن استمرار حالة الفشل السياسي الممنهجة والمتكررة والمستمرة لسنوات، التي تتسبب في تعميق الأزمة والتفاوض على صفقات سياسية ضيقة تتجاوز مصالح المواطنين والوطن بشكل كبير. ويدعو حزب السلام والازدهار جميع الأطراف المعنية إلى التعاون من أجل إجراء انتخابات عادلة وحرة ونزيهة، تسمح لليبيين بممارسة حقهم الدستوري في اختيار السلطات التشريعية والتنفيذية، وتجديد شرعية ومشروعية مؤسسات السلطة المرتهنة بيد قلة من الشخصيات منذ سنوات طويلة.ونحن في هذه المرحلة التاريخية الصعبة، ندعو جميع أبناء الوطن الشرفاء إلى التسلح بالثقة والإرادة والتعاون، لوقف العبث بمستقبل الوطن والأجيال، ونشارك جميع الليبيين مشاعر الخيبة بسبب القيادات المتصدرة التي ضلت الطريق وفقدت الحكمة والشعور بالمسؤولية، ونشارك أخوتنا في عموم الوطن شعور السخط على طبقة نفعية تعمل لمصالح شخصية ضيقة أو لمصالح دول أخرى على حساب مصلحة الليبيين، وتسد كل آفاق الحل لتضمن بقائها لأطول فترة ممكنة وتزيد من ترسيخ حالة التدمير الممنهج. وفي الوقت الذي يتصاعد فيه التوتر جراء حالة الانسداد السياسي، ويتشتت فيه تركيز بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن دورها الأساسي جراء تدافع القوى الدولية على فرض شكل الحل السياسي في ليبيا، نحذر الجميع من تبعات تأجيل الاستحقاق الانتخابي لتجديد شرعية ومشروعية مؤسسات السلطة، ونحذر كذلك من تبعات حصر الحوار بين أطراف النزاع وتجاهل صوت الشعب صاحب الحق الأصيل في القرار وإطلاق مسار بناء دولة المؤسسات المنشودة. نرحب بنتائج الجهود المثمرة للأحزاب السياسية الوطنية في إقناع كافة الأطراف بأهمية تثبيت حق الأحزاب كأساس لأي عملية سياسية، والتي يكفلها الإعلان الدستوري وتدعمها كافة الممارسات السياسية الدولية. كما نتطلع إلى توسيع دائرة التشاور السياسي لإصلاح الثغرات الفنية وإزالة العوائق المترتبة عن المسائل السياسية الخلافية في مشاريع القوانين المعدة من قبل اللجنة المشكلة بين مجلسي النواب والدولة المعروفة بلجنة (6+6)، دون أي مماطلة.وفي هذا الصدد، نحث جميع الأطراف المعنية على العمل بروح المسؤولية والتعاون من أجل إنهاء الفشل السياسي وإيجاد حلول مستدامة للأزمة الليبية. نحن على يقين بأن الليبيين يملكون القدرة والإرادة والتضحية اللازمة لتحقيق هذا الهدف، ونحن نؤكد دعمنا الكامل لجميع الجهود التي تهدف إلى إعادة بناء ليبيا وتحقيق الاستقرار والازدهار لشعبها.

وفي حال فشل إجراء التعديلات اللازمة على قوانين الانتخابات نتيجة تكرار الفشل في إحداث التوافق بين أطراف الصراع، فإن حزب السلام والازدهار يذكر بما ورد في بيانه الصادر بتاريخ 22-6-2022 ويدعو إلى ما يلي:

  1. مطالبة الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص وبعثة الدعم في ليبيا، بمراجعة المقاربة المتبعة منذ سنوات ومنهجيات العمل واستخلاص الدروس والعبر من الإخفاق المتكرر منذ حوار الصخيرات عام 2015 مرورًا بحوارات تونس وجنيف والقاهرة في سنوات 2020-2021-2022 وأخيرًا وليس آخرًا اجتماعات أبوزنيقة في المملكة المغربية خلال الأيام الأخيرة من شهر مايو وبداية شهر يونيو 2023.
  2. يذكر الحزب بموقفه الداعي إلى حوار سياسي شامل، على الأرض الليبية، يعالج أسباب الصراع ويؤسس لدولة المؤسسات الديمقراطية الحديثة التي ينشدها الليبيون، تدعمه فنيًا ولوجستيًا بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وتديره نخب أكاديمية مشهود لها بالنزاهة والوطنية والمهنية العالية من الجامعات الليبية ومراكز البحوث التابعة لها، يشارك في الحوار ممثلون عن الأحزاب السياسية والمؤسسات المدنية والنقابية وباقي الأطراف بتوازن مناسب يمنع العرقلة ودون إقصاء لأي طرف.

ينتهي الحوار إلى إقرار وثائق تأسيسية رئيسية وهي:

  • الميثاق الوطني للعيش السلمي المشترك.
  • رؤية توافقية تعكس طموحات الليبيين في مستقبل آمن ومستقر ومزدهر، وملامح برنامجها التنفيذي.
  • وثيقة للحكم المحلي بصلاحيات تشريعية وتنفيذية كاملة تنهي مركزية السلطة والقرار وترسخ المواطنة المتساوية من خلال المشاركة في الحكم والسلطة والمسؤولية بين الليبيين
  • خارطة طريق لبناء الثقة بين أطراف الصراع تتضمن توازنا ما بين الضمانات والعقوبات.
  • تعرض جميع المخرجات المذكورة في استفتاء عام ليعبر المواطنون عن رأيهم في التأسيس لمستقبلهم ويسترجعون الحكم والسلطة المختطفة من قلة قليلة لا تمثل في الواقع رغبة وطموح الليبيين.
  • نؤكد بحزم رفضنا التام لاستمرار كافة الأجسام التي انتهت مددها القانونية أكثر من مرة، واستمرت بواسطة دعم الدول المتدخلة في الأزمة الليبية تارة بالتلاعب المشبوه وباختلاق العراقيل والنزاعات تارة أخرى. ولأننا نعتقد أن صبر الليبيين قد أوشك على النفاذ، فإننا ندعو كافة المواطنين الليبيين ونخبهم السياسية والعلمية والثقافية والاجتماعية وجميع الأحزاب السياسية والمؤسسات المدنية والنقابية والإعلاميين وصناع الرأي إلى حراك شعبي منظم، حضاري، فعال، مبتكر، ومستمر، لإسماع صوت الشعب وممارسة أشد أنواع الضغط على الأجسام والشخصيات السياسية لتحمل مسؤوليتها التاريخية كاملة.
  • يؤمن حزب السلام والازدهار بأهمية تعزيز التنسيق والتعاون بين الأحزاب السياسية الوطنية والقوى المدنية النقابية والطلابية للوفاء بالتزاماتها أمام المواطنين والأجيال القادمة، وذلك من خلال المشاركة الفاعلة في المشهد السياسي وتقديم نموذج مميز للعمل السياسي الناضج والمسؤول. لذلك فإننا ندعو الجميع للعمل بجد وصبر وإتباع أقصى درجات ضبط النفس وتجنب الانجرار لأي شكل من أشكال العنف، وتفادي الوقوع في فخ خطاب الاستفزاز والكراهية والتحريض، والاستعاضة عن ذلك باستخدام لغة المناظرة والحوار وتفعيل الأدوات التقنية المتاحة بشكل بناء وفعال وتغليب مصلحة الوطن والمواطن على المصالح الضيقة.

حزب السلام والازدهار

صدر 22/08/2023