صورة دالة لمحتوى البيان

بيان بشأن الذكرى السنوية الثالثة عشر لثورة 17 فبراير

في 17 فبراير عام 2011، انتفض الشعب الليبي بطموح وأمل كبيرين نحو تحقيق آماله وأحلامه في بناء دولة مدنية تقودها المؤسسات ويسودها القانون، تحترم حقوق وكرامة الإنسان، يتشارك مواطنيها الحكم والسلطة والمسؤولية عبر نظام ديمقراطي لامركزي، يتحقق من خلال الانتخابات الحرة النزيهة كوسيلة للتداول السلمي على السلطة.
وبعد مرور 13 عامًا، نجد أن الواقع انحرف بعيدا عن تلك الأحلام والآمال، وسادت في المجتمع خيبة أمل عميقة وإحباط كبير، نتيجة واقع مرير تسوده الفوضى والانقسامات، وتفشي للفساد الواسع النطاق، وتراجع كبير في الخدمات الأساسية والاجتماعية وتراجع حاد في الحالة الاقتصادية واستنزاف كبير لمدخرات الأفراد والمجتمع، وتدهور في مستوى الحياة والمعيشة، مما جعل الواقع المؤلم يهدد مستقبل ليبيا وأجيالها.
لقد ابتعدنا عن بناء دولة مدنية حديثة يأملها الليبيون.. وانهمكنا في صراعات ونزاعات سخرت فيها كل الموارد البشرية والمادية وبكل الوسائل الخشنة والناعمة، لقد حان الوقت لنرفض أي محاولة لاغتيال أحلام وآمال الليبيين.
لذا، يدعو حزب السلام والازدهار كل الليبيين إلى الوحدة من أجل ليبيا، ويدعوهم لإنقاذ وطننا وأجيالنا من أنياب الفساد والفاسدين، والانقسامات، ولبناء ليبيا الجديدة التي تعكس التطلعات المشروعة للمواطنين الليبيين.
سينجلي ظلام الليل مهما طال وسيبزغ فجر الحرية والنهوض مهما تأخر، وستنير شمس العدالة طريقنا بعون الله. وستعبر ليبيا بجهد جميع المخلصين من أبنائها ضفة المستحيل برغم الطريق الطويل فما من بديل.
لنعمل جميعا على توحيد الصفوف ومواجهة محاولات تجذير الكراهية والاحتراب والصراعات المسلحة والمغالبات الخشنة، وعلينا التكاتف للقضاء على النهب ومكافحة الفساد، والعمل على ترميم منظومة القيم المجتمعية، علينا جميعا رفض التواجد العسكري الاجنبي في بلادنا والتدخلات الأجنبية المشبوهة.
وفاء لأرواح جميع من ضحى بنفسه من أجل ليبيا دولة حديثة متطورة، وأولئك الذين فقدوا أطرافهم أو ضحوا بجهدهم أو بمالهم.. لتحقيق حلم ليبيا الدولة الحديثة المتطورة فإن حزب السلام والازدهار يدعو لعقد ملتقى سياسي وطني، يجمع ممثلين عن أطراف الصراع وكذلك الاحزاب والتنظيمات المدنية من نقابات ومنظمات مجتمع مدني وشخصيات اجتماعية وسياسية مستقلة لمناقشة مستقبلنا ولاستعادة وطننا وبناء دولتنا المنشودة.. يصار بعده الى استفتاء عام على مخرجاته لكي يقول الشعب كلمته لتكون أساسا للمراحل والعقود القادمة.
على كل الليبيين العمل بجد نحو بناء دولة ديمقراطية حديثة ومزدهرة تحقق تطلعات وآمال الشعب. دعونا نجعل ذكرى 17 فبراير مناسبة لتجديد التزامنا بالعمل من أجل ليبيا الواحدة، ليبيا المدنية الديمقراطية، ليبيا المتقدمة، ليبيا السلام، ليبيا الازدهار.
إن ليبيا تستحق مستقبلاً أفضل، وسيكون الشعب الليبي المتماسك، الذي يسعى للكرامة والسلام والازدهار، هو من سيعيد بناءها. فلنعمل معًا من أجل إحياء وتحقيق تلك الأحلام والطموحات، ولنجعل ليبيا تتألق كدولة محترمة قوية ومتقدمة.
كل عام وليبيا وجميع الليبيين بخير