معالي السيد / أنطونيو غوتيرش
الأمين العام للأمم المتحدة
تهدي الأحزاب السياسية الموقعة على هذه الرسالة وعددها سبعة وخمسون (57) حزبا سياسياً أطيب تحياتها إليكم، وتود أن تعرب عن تقديرها البالغ لما ورد في كلمتكم الافتتاحية أمام قادة دول العالم بالدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة وذلك يوم الثلاثاء الموافق 19/سبتمبر/2023، من تعبير صادق بليغ عن مأساة أهلنا في مدينة درنه ، والذين كانوا كما وصفتم ضحايا لمرات عديدة نتيجة الصراع وخذلان القادة القريبين والبعيدين في إيجاد سبيل للسلام، وعدم المبالاة بهم وفوضى المناخ ، حيث تصدعت السدود بعد سنوات من الحرب والإهمال ومحي كل شيء يحبونه ويعرفونه على الخريطة .
إلا أنه وبقدر الحجم الهائل لهذه المأساة كما وصفتموها في كلمتكم فقد تنادى الليبيون من كل مكان لإغاثة إخوانهم وتقديم يد العون بما يملكون متناسين كل الجراح والآلام والضغائن التي خلفتها الصراعات والحروب والانقسام ضاربين مثلاً مشرفاً في الإخاء والتآزر والانتماء للوطن. لقد أججت صدمة المأساة التي عاشتها درنه والمدن الأخرى في الجبل الأخضر الليبي مشاعر الحزن والغضب لدى الليبيين لتعمق مشاعر الإحباط لديهم من سوء أداء المتصدرين للمشهد السياسي والأجسام السياسية المتحكمة في إدارة شؤون البلاد، وتمسكهم بمواقعهم رغم فشلهم الذريع في تحقيق إرادة الشعب في الانتقال لمرحلة الاستقرار السياسي عبر انتخابات حرة ونزيهة وشفافة استناداً لتشريعات واضحة متفق عليها. لقد سئم الليبيون من استغلال قلة من المنتفعين لهذه الأوضاع في العبث بموارد البلاد وتسخيرها لخدمة مصالحهم الشخصية الضيقة غير مكترثين بمصالح الشعب ، ومما زاد الوضع سوء التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي، خاصة تلك التي تتعارض مصالحها الذاتية مع المصالح الوطنية، مما ساهم في الاضرار بمصالح ومقدرات الشعب، وأهدر بشكل فاضح سيادة الدولة، وأثر بشكل سلبي على استقرار ليبيا، وأدى إلى تصاعد حالة التوتر وعدم الاستقرار بعدد من دول الساحل الأفريقي بما نتج عن ذلك كله من آثار سلبية على الأمن والسلم الدوليين. معالي الأمين العام
لقد انقضى أكثر من عقد من الزمن على صدور أول قرارات مجلس الأمن الدولي لحماية المدنيين وممتلكاتهم في ليبيا، وكلفت بعثة من الأمم المتحدة لتقديم الدعم للشعب الليبي لبناء الدولة الحديثة التي ينشدها وإحلال السلام والاستقرار، وتناوب على رئاستها تسعة (9) مبعوثين حتى الآن، ورغم كل ذلك أخفق مجلس الأمن في حماية المدنيين الليبيين طيلة أكثر من عقد كامل من الزمن وهم الذين أصدر العديد من القرارات بشأنهم منذ عام 2011 بداعي حمايتهم، وعلى العكس من ذلك فقد تحول المدنيون للأسف الشديد إلى ضحايا بعشرات الآلاف من القتلى والمبتورين والمغيبين قسراً والمفقودين ومئات الآلاف من النازحين الذين فقدوا بيوتهم وممتلكاتهم. فضلا عن ذلك فإنه من المفجع ملاحظة أن أداء البعثة صار يفقد زخمه وتأثيره رغم محاولاتها المتواضعة لإيجاد مخرج للانسداد السياسي، مما بدأ ينذر في ظل التطورات الأخيرة بعواقب وخيمة في حالة استمرارها بنفس درجة الأداء السائد حالياً، وتتزايد المخاوف لدى البعض من أن تتحول البعثة من أداة محايدة لدعم الشعب الليبي إلى أداة لخدمة مصالح المتمسكين بالبقاء في السلطة لفترة أطول ما لم تعد هذه البعثة ترتيب أولوياتها بشكل عاجل، وترفع من مستوى أدائها، وتعطي فرصة أكبر للعمل مع مؤسسات وهيئات المجتمع السياسية والمدنية، ضمن وعاء زمني محدد لإنجاز مهامها مستخدمة في ذات الوقت كل الوسائل المتاحة للضغط على الأطراف المعرقلة.
معالي الأمين العام
إننا إذ نضع أمام عنايتكم صورة الأوضاع التي تمر بها بلادنا وشعبنا حالياً بحكم موقعكم وما يمليه عليكم من مسؤوليات ولما اظهرتموه من تعاطف مع مأساة أهلنا في درنه وما جاورها، فإننا نتطلع إلى وقفة صارمة منكم تسهم في تحقيق ما يلي:
- تطوير دور وأداء بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا والمبعوث الخاص للأمين العام للرفع من مستوى أدائهما بما يتلاءم مع حجم التحديات واستثمار مناخ التكاثف الشعبي الحالي.
- إعادة الزخم للعمل في المسارات التي حققت البعثة تقدما فيها في سنوات سابقة السياسي والاقتصادي والعسكري والأمني شريطة أن تعمل البعثة على ربطها حتى لا تسير بمعزل عن بعضها البعض بحيث تعمل جميعها على تحقيق الهدف الأكبر وهو إرساء السلام في ليبيا وبناء الدولة الحديثة ، وحتى يتم ضمان استدامة هذه الجهود وتحقيق النتائج المرجوة يجب إشراك الخبراء والمختصين الليبيين أصحاب القضية والمصلحة في هذا الشأن ، وحتى تكتمل حلقات جميع المسارات تتطلب الضرورة إضافة مسار رابع يتعلق ببناء الحكم المحلي، ولا يفوتنا هذا التوضيح بأن المركزية المفرطة كانت وستظل من الأسباب الرئيسية العميقة للأزمة الليبية والصراع المسلح ما لم يتم معالجتها بنظام مناسب للحكم المحلي بصلاحيات تشريعية وتنفيذية كاملة.
- دعم البعثة للعمل على توفير البيئة التشريعية الضامنة لتحقيق ما يلي خلال السنة الأولى بعد الانتخابات التشريعية والتنفيذية القادمة:
- إن ميثاق وطني للعيش السلمي المشترك بين جميع الليبيين ودستور توافقي.
- إصدار قانون للحكم المحلي بصلاحيات تشريعية وتنفيذية.
- وثيقة للرؤية الوطنية لبناء الدولة الحديثة وبرنامجها التنفيذي.
د- وثيقة لمسار بناء الثقة بين أطراف الصراع والضمانات المتبادلة.
ه – وثيقة لإعادة هيكلة الاقتصاد وتنويع مصادره وتعظيم دور القطاع الخاص.
إن ذلك كله من شأنه توجيه الاهتمام بل والتركيز على التعامل مع أسباب الصراع ومعالجتها، فضلاً عن كونه يوفر ضمانات لعدم العودة للصراعات المسلحة والمضي قدماً في التوجهات التي من شأنها تعزيز بناء الدولة الليبية الحديثة المنشودة.
ختاماً … .. يتطلع الشعب الليبي إلى وقفة حقيقية وحاسمة من الأمم المتحدة ومنكم شخصيا لإنجاز الاستحقاق الانتخابي والوصول لانتخابات حرة ونزيهة وشفافة وفق تشريعات توافقية واضحة، تفادياً لما قد يحدث من عواقب ودرءاً للمزيد من تدهور الأوضاع، وحتى لا ينهار ما تبقى من سد الدولة الليبية، ويصبح باقي الليبيين ضحايا مثل إخوانهم في مدينة درنه
هذا وإذ نجدد التحية والتقدير الكاملين لشخصكم على موقفكم الإنساني تجاه كارثة إعصار درنه وما حل بالمدينة وسكانها من خسائر في الأنفس والممتلكات فإننا نرجو اعتبار هذه الرسالة وثيقة من وثائق الأمم المتحدة، ونطلب تعميمها على أعضاء مجلس الأمن الدولي، ونغتنم هذه المناسبة للعرب نحن الأحزاب السياسية الليبية الموقعة على هذه الرسالة عن التزامنا بالعمل الدؤوب بكل الوسائل السياسية الممكنة مع بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لتيسير انجاز الاستحقاقات المطلوبة من قبل الشعب الليبي بما في ذلك تحقيق مطلب الليبيين في اختيار السلطتين التشريعية والتنفيذية في انتخابات حرة نزيهة وشفافة.
وتفضلوا بقبول وافر التحية والاحترام.
الأحزاب السياسية الليبية الموقعة على هذه الرسالة
الحزب | الحزب | الحزب | الحزب |
حزب التجمع الوطني لبناء الدولة | حزب وطننا الديمقراطي | حزب الحركة الوطنية الليبية | حزب صوت الشعب |
حزب السلام والازدهار | الحزب المدني الديمقراطي | حزب ليبيا الوطن | حزب تحالف القوى الوطنية |
حزب التعاون الوطني | حزب المستقلين الديمقراطي | حزب الطليعة | حزب أمل ليبيا |
حزب الشعلة | حزب تجمع معاً لأجل الوطن | حزب البركة الليبي | حزب الاستحقاق |
حزب الشعب الحر | حزب الشعب | حزب التجمع الليبي الديمقراطي | حزب تيار ليبيا الطريق الثالث |
حزب الاجماع الوطني الديمقراطي | حزب التقدميون الجدد | حزب المشروع الوطني | حزب الحركة الوطنية |
حزب المحافظين | حزب الجموع | حزب الإصلاح الوطني | حزب الاتحاد |
حزب الوطني الديمقراطي | حزب امجاد ليبيا | حزب ليبيا الشاملة | حزب حركة المستقبل الليبية |
حزب الانطلاقة | حزب السيادة الوطنية | حزب التفاؤل | حزب الهدى الديمقراطي |
حزب التجمع الشعبي للاستقرار | حزب نداء القلم | حزب الثبات الديمقراطي | حزب قوى الشعب العاملة |
حزب ميثاق الوطني | حزب نداء القرضابية | حزب التساوي | الحزب الوطني الوسطي |
حزب تكتل احياء ليبيا | حزب الرابطة الليبية | حزب ربوع ليبيا | حزب المدني الاجتماعي |
حزب ليبيا الكرامة | حزب تجمع الصف الوطني | حزب اليسار الديمقراطي | حزب ليبيا الأمة “ليبو” |
حزب التسامح | حزب شباب الغد | حزب القمة | حزب الحكمة |
التكتل الليبي للبناء الديمقراطي |
صدر في 24/10/2023