صورة دالة لمحتوى البيان

إيجاز صحفي لتنسيقية الأحزاب السياسية

إيجاز صحفي لتنسيقية الأحزاب السياسية

بدعوة كريمة من الحزب المدني الديمقراطي، عقدت أحزاب التنسيقية اجتماعها العادي في مدينة بنغازي بتاريخ   07/11/2024م وعكفت على مناقشة وتقويم عملها، ومعدلات أدائها، خلال المرحلة الماضية وإسهاماتها في متابعة ورصد مشهد الأزمة والانسداد السياسي الذي يعيشه، وما تبعه من تداعيات أضرَّت بالوطن وبالمواطن، وعبثت ب موارده وشكَّلت خطراً على كيان الدولة الليبية ونسيجها الاجتماعي.

وتدرك الأحزاب السياسية أن الحلول التي صُنعت خارج حدود الوطن وركَّزت على تقاسم السلطة، وتجاهلت عوامل الأزمة والصراع، وغيَّبت المواطن صاحب المصلحة الحقيقية، قد ثبت فشلها بل فاقمت من تردي الأوضاع الاقتصادية والأمنية، ووفَّرت مناخاً لتدخل قوى خارجية، تآكلت بسببها سيادة الدولة الليبية.

ونؤكد في هذا السياق، وكما ذكَرنا ونبهنا مرارا، أن استمرار إدارة البلاد بسلطات سياسية للأمر الواقع، يقود – دون شك -نحو مزيد من التأزم، ويوفِّر مناخاً لعودة دائرة العنف والصراع، ويغلق الأبواب أمام القوي الوطنية ويقوض جهدها
الصادق؛ لإنتاج حل وطني راسخ للأزمة، ويعزز من سيطرة القوى الأجنبية على القرار السيادي، وينزلق نحو الانقسام المفزع.

وهنا نعرب عن قلقنا المتزايد بشأن القصور الواضح الذي يصاحب إدارة بعثة الأمم المتحدة، التي تجتر خطوات
سابقيها ، وتقتفي آثارها التي قادت إلى الفشل، وما تعيشه من ضبابية في الرؤية. وغياب أي مبادرات تتجاوز حالة الانسداد السياسي الحالي، وعدم الإنصات للمبادرات، التي لم تتوقف عن تقديمها القوى الوطنية.

ونحن نعلن دون تردد التزامنا بعملنا الوطني، والاعتماد على حاضنتنا الاجتماعية ودعمها، في سعينا لإنتاج حل متعدد المسارات لهذه الأزمة، تمَّ إنجازه بحوار مطوَّل بين القوى الوطنية في جميع أنحاء الوطن، والمرتكزة أساساً على إعادة بناء الثقة بين أبناء الشعب الليبي، والاحتكام لميثاق وطني يعزز من العيش المشترك، والمواطنة المتساوية، وبناء حكم محلي شامل يمنح المواطن الليبي حقه في إدارة شؤونه واختيار أجهزة حكمه، وتقرير أولويات خدماته والتصرف في موارده.

لقد أصبحت المبادرة المتعددة المسارات، ملكا لجميع الليبيين، وأن تجاهلها يشكِّل استمراراً وتعميقاً للأزمة. في وقت تسعي فيه سلطات سياسية للأمر الواقع، بدعم من قوي أجنبية، إلى الحفاظ على الوضع الراهن دون تقدير دقيق لتداعيات ذلك على الوطن.

إن الدعوة موجهة لكل الساعين الجادين لإنقاذ الوطن، لتبني هذه المبادرة والانضمام لحوار وطني تخضع نتائجه لاستفتاء عام، يحقق الاستقرار ويقود لاستعادة الدولة وشرعية مؤسساتها الحاكمة.

حفظ الله ليبيا

                                                                               تنسيقية الأحزاب السياسيبنغازي: 07/11/2024م