نحيي معًا الذكرى العاشرة بعد المائة لمعركة القرضابية الخالدة، معركة الوحدة، في ذلك اليوم، الموافق 29 أبريل من عام 1915، كتب أجدادنا بدمائهم ملحمةً لن تُنسى، حين توحد الليبيون شرقًا وغربًا وجنوبًا، ووقفوا صفًا واحدًا في وجه الاستعمار، دفاعًا عن الأرض.
لقد علمتنا القرضابية أن وحدة الصف أساسُ الانتصار، وأن الإيمان بالوطن هو السلاح الأمضى في مواجهة كل التحديات.
واليوم، بعد مرور مئة وعشر سنوات، نقف نحن أحفادهم نحمل أمانةً ثقيلة – أمانة إنقاذ الوطن والحفاظ على وحدته.
وإن حزب السلام والازدهار، إذ يستحضر هذا التاريخ المجيد اليوم، لا يكتفي بالاحتفاء بالماضي، بل يوجه دعوةً صادقةً إلى جميع الليبيين: دعوةً إلى نبذ الفتن والانقسام، والتخلي عن الصراع والحروب، والإيمان بأن الحل لا يكون إلا بالحوار، وأن طريق البناء يمر عبر الشراكة وتحمل المسؤولية الجماعية.
إن جيل اليوم، كل فردٍ منا، مدعو لأن يبادر إلى الحل، وأن يتجه إلى الحوار البناء، وأن يكون شريكًا حقيقيًا في صناعة مستقبل الوطن.
وقد آن الأوان أن نخطو بثقة نحو الاستفتاء الشعبي، كخطوةٍ مصيرية لتقرير مستقبلنا بإرادتنا الحرة، بعيدًا عن الفوضى والانقسام.
إن الاستفتاء ليس مجرد إجراءٍ شكلي، بل هو إعلان عن بدايةٍ جديدة، وعن تأسيس شرعيةٍ وطنيةٍ حقيقيةٍ يختارها الليبيون جميعًا، بلا إقصاء ولا تهميش.
وهو فرصةٌ لنا كي نرسم بإرادتنا ملامح الدولة التي نحلم بها، ونؤسس لسلامٍ دائم وعدالةٍ شاملة لكل أبناء الوطن.
إن جيل اليوم، كل فردٍ منا، يحمل مسؤوليةً عظيمة: أن يضع حدًا للصراع والانقسام، وأن نبني معًا دولتنا الحديثة – دولة العدالة والقانون، ودولة التنمية والمواطنة والازدهار، دولة تصون كرامة الإنسان الليبي في كل مكان.
لنُجدد العهد، ولنجعل من وحدة صفوفنا جسراً نعبر به إلى مستقبل السلام والازدهار، كما تستحقه أجيالنا القادمة.
صدر في طرابلس
بتاريخ :29/04/2025