بيان عدد من الأحزاب السياسية الليبية
بشأن ما تناقلته وسائل إعلامية بأن تكون ليبيا (دولة ثالثة آمنة)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلم والعدالة أساس تقدم الأمم، والاستقرار حقٌ لكل شعبٍ يسعى لبناء مستقبله بعيداً عن تداعيات الصراعات الخارجية، فالسلم لا يُبنى والعدل لا يتحقق بتحميل الدول المُنهكة تبعات سياسات فاشلة.
ببالغ الأسف والإستياء، تلقت الأحزاب الموقعة على هذا البيان ما ورد في بعض التقارير الإعلامية حول مناقشات الإدارة الأمريكية مع اطراف ليبية بشأن إمكانية إرسال مهاجرين عندها ذوي سجلات جنائية وطالبي لجوء إليها بحيث يتم إرسالهم إلى الأراضي الليبية، لذا فإن الأحزاب الموقعة على هذا البيان ترفض رفضاً قاطعاً هذه المقترحات التي تمثل إنتهاكاً صارخاً لسيادة ليبيا وكرامة شعبها.
ليبيا اليوم ليست ساحةً لتجارب السياسات الخارجية، ولا مكباً لمشكلات دولٍ تبحث عن حلولٍ لأزماتها، نحن نرفض أي مسعىٍ يستغل الظروف الأمنية والاقتصادية الهشة لبلادنا، والتي لم تتعاف بعد من سنوات الحرب وغياب الإستقرار السياسي.
إن الحديث عن إعتبار ليبيا “دولة ثالثة آمنة” هو مُناقَضة صارخة في المواقف والتصريحات.. ففي الوقت الذي تجدد فيه الولايات المتحدة وعدد من الدول الأخرى سنويا تحذيراتها لمواطنيها بعدم زيارة ليبيا للمخاطر الأمنية (وفق زعمها !) .. و تصف تقاريرها ليبيا بأنها تعاني الانقسام السياسي والمؤسسي وافتقارها إلى البنية التحتية القادرة على توفير الحماية والأمن لمواطنيها .. فهي في ذات الوقت وبشكل مناقض تماما تصف ليبيا بدولة ثالثة آمنة عندما يتعلق الأمر بالترحيل عن أراضيها لمواطني دول أخرى !!
نحن نُدرك حق الدول في تنظيم سياسات الهجرة الخاصة بها، لكن هذا الحق لا يجوز أن يتحول إلى إنتهاكٍ لكرامة الشعوب، أو إستغلالٍ للمناطق الأكثر هشاشةً في العالم.
عليه فإن الأحزاب الموقعة على هذا البيان تؤكد على ما يلي:
ليبيا دولة ذات سيادة كاملة، وقرارها الأمني السيادي والإنساني لا يُمكن أن يُفرض عليها من قوى خارجية، وإن أي محاولة لتمرير مثل هذه الإتفاقيات مع الولايات المتحدة أو غيرها من قبل أي طرف دون إحترام إرادة الشعب الليبي يشكل إعتداءً صارخا على كرامتنا و سيادتنا وأمننا الوطني.
يحرص الليبيون على توطيد علاقات طيبة وبناءة مع جميع الدول ، بناءً على الإحترام المتبادل والمصالح المشتركة والشراكة الفاعلة ، لكن أي تعاون لا يُراعي المبادئ الإنسانية وحقوق الإنسان ولا يضمن لليبيا حقوقها المشروعة وسيادتها على قرارها، سيكون مرفوضاً جُملة وتفصيلاً.
نؤكد على أهمية تعزيز قدراتنا الوطنية لمواجهة التحديات الأمنية والإنسانية والضغوط السياسية والدبلوماسية في العلاقات الدولية، وضرورة ترسيخ سردية أن الحل في موضوعات الهجرة يكمن في الاستثمار في الحلول التنموية التي تعالج جذور الهجرة في بلدان المنشأ.
نُحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي تدهور أمني أو إنساني قد تشهده ليبيا بظروفها الحالية الهشة أصلا .. نتيجة الخوض في مثل هذه المقترحات الغريبة .
يعتبر أي تعاون من أي طرف ليبي مع مثل هذه الموضوعات والقضايا مخالفا للاعلان الدستوري وكافة التشريعات الليبية السارية .. فضلا عن مخالفته للنظم والأعراف الدبلوماسية وأسس التعاون الدولي .. ويستوجب محاسبة كل من يلوث يده بالتوقيع عليها أو الالتزام بها.
تطالب الأحزاب الموقعة على هذا البيان الإدارة الأمريكية بوقف فوري لأي مفاوضات أو إتفاقات أو مذكرات تفاهم تمُس سيادة ليبيا، خاصةً في ظل غياب حكومة موحدة قادرة على تمثيل إرادة الليبيين كافة .
كما تدعو الأحزاب الموقعة على هذا البيان المجموعة الدولية خاصة الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياتها في دعم إستقرار ليبيا، بدلاً من تحويلها إلى ساحة لتطبيق تجارب سياسات غريبة لا تنسجم مع احترام سيادة الدول ومبادئ حقوق الإنسان .
نحمِل السلطات السيادية والرسمية في الدولة الليبية – ممثلة في مجلس النواب، والمجلس الأعلى للدولة، والمجلس الرئاسي، والحكومتين مسؤولية وطنية وتاريخية جسيمة، ونطالبها بالخروج فوراً بموقف رسمي صريح لا لبس فيه ولا يقبل أي تأويل، تُعلن فيه للرأي العام الليبي والعالم بأسره حقيقة موقفها من الأنباء المتداولة بشأن ترحيل المهاجرين إلى الأراضي الليبية. فالصمت يُعد قبولاً ضمنياً وهو بذلك مُداناً من الليبيين ..
نؤكد أن الأمن والسلامة للشعب الليبي أولويةٌ فوق أي إعتبار، ولن نسمح بأي نوع من أنواع الإستغلال البشع للوضع الحالي الصعب الذي تمر بها ليبيا لتمرير ما يخلق حالة عدم استقرار أمني واجتماعي مستدام .
ختاماً، فإن ليبيا ليست أرضاً بلا مواطنين، ولا يمكن أن تكون حلبةً لتصفية حسابات دولية، وندعو كل الأطراف إلى إحترام إرادة الليبيين في بناء دولة حديثة مستقرة، ونرفض أي مسعىٍ يزيد من تعقيدات مشهدنا الوطني.
ستبقى ليبيا حرة عزيزة موحدة بفضل شعبها الحر الأبي وتضحياته الجسيمة على مر التاريخ ..
صُدر في طرابلس بتاريخ:2 / 5 / 2025م
الأحزاب الموقعة على البيان
1- حزب السلام والازدهار
2- الحزب المدني الديمقراطي
3- حزب تحالف القوي الوطنية
4- حزب شباب الغد
5- الحزب الوطني الوسطي
6- حزب الحركة الوطنية
7-حزب ليبيا الأمة(الليبو)
8-حزب الشعلة
9-حزب الحركة الوطنية الليبية
10-حزب الدستور
11-حزب صوت الشعب
12-حزب ليبيا النماء
13-حزب الإجماع الوطني الديمقراطي
14-حزب التوافق الوطني
15-حزب التجمع الوطني
16-حزب الميثاق الوطني
17-حزب الطليعة
18- حزب الإصلاح الوطني
19-حزب التجمع الشعبي للاستقرار
20-حزب حركة المستقبل